يتضمن دليل المساعدة الذاتية للتعامل مع المشاكل المرتبطة بالذهان (Psychosis) كالأوهام ((Delusions أو جنون الارتياب Paranoia))، استراتيجيات العلاج المعرفي السلوكي الفعالة، حيث يمكنك فهم المشكلة ثم تعلم كيفية إجراء تغييرات إيجابية.
لا يُعالج العلاج السلوكي المعرفي السبب الكامن وراء الأوهام أو الهلوسات (غالبًا ما تتضمن الأصوات)، ولكنه يمكن أن يساعدك في التعامل مع الضيق المرتبط به.
يفترض دليل المساعدة الذاتية أنك بالفعل تتلقى العلاج لدى أخصائي نفسي أو طبيب متخصص في الصحة النفسية. إذا كنت تعاني من أعراض مثل سماع الأصوات أو يشعر الآخرون بالقلق إزاء ردود أفعالك على أحداث تبدو طبيعية نتيجةً لمعتقداتك الثابتة والخاطئة وغير المعقولة، فعليك طلب المساعدة في البداية من طبيبك العام الذي سيحيلك إلى طبيب نفسي مناسب للعلاج.
في هذا السياق، يشير جنون الارتياب (Paranoia) إلى الاعتقاد الخاطئ والثابت بأن الآخرين يضطهدونك أو يحاولون إيذائك أو قتلك، ولا يشير إلى القلق بشأن تفكير الآخرين بك وانتقادهم لك في تجمع اجتماعي على سبيل المثال.
ينظر العلاج المعرفي السلوكي إلى الروابط بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات. تنبع المشاعر من الطريقة التي يفسر بها المرء عالمه وكيف يحاول فهمه والذي غالبًا ما يكون نتيجة ثقافته وتعليمه وخبراته. لا تسير هذه العملية بالطريقة المعتادة لدى من يعاني من الذهان فيشعر الشخص بأحاسيس لا يشعر بها الآخرون (الهلوسة) ويكون لديه معتقدات ثابتة وخاطئة (أوهام) حول ما يبدو أنه أحداث طبيعية مما يسبب له الكثير من الضيق. غالبًا ما تكون هذه الأصوات أو الأوهام مرتبطة بالماضي.
ينظر إلى هذه العملية كالآتي:
- حدث مُحفز (أو صوت)
- تصديق الحدث (أو الصوت)
- عواقب الحدث – المشاعر والسلوكيات
مثال: قد يوجد شك ووهم يحمل معنى مؤلم يعطيه الشخص لموقف ما:
لم يكن الحدث نفسه ما يسبب الضيق، ولكنه الاعتقاد الخاطئ والتفسير غير المنطقي للحدث والطريقة التي يفهم بها ما يحدث. كما هو الحال في العلاج المعرفي السلوكي للاكتئاب والقلق، يمكن للشخص تحدي الأفكار ويتعلّم كيف يفكر بشكل مختلف.
ضمن حالة سماع الأصوات المزعجة، فإن ما يُسبب الضيق هو الاعتقاد الخاطئ والتفسير والمعنى الذي يعطيه للأصوات. قد يشمل ذلك مدى إيمان الشخص بأن الصوت قادر على التحكم به ومدى قوته ومدى ضرره وهويته وعدد الأصوات ومدى إيمانه بما يقوله هذا الصوت بالفعل.
مثال على صوت مؤلم يؤدي إلى إيذاء النفس:
إذا كان المستمع للصوت قادرًا على تحدي الصوت أو التفكير به وبالمعنى والتفسير الذي يعطيه لهذا الصوت بشكل مختلف، فغالباً لن يشعر بالضيق وبالتالي سيكون أقل عرضة لإيذاء الذات.
الخطوات الأولى
تتمثل الخطوة الأولى في بدء إدراك وملاحظة ما يحدث في تلك الأوقات – تمامًا كما هو الحال في العلاج المعرفي السلوكي للاكتئاب والقلق، يمكنك البدء في ملاحظة أفكارك وعواطفك وأحاسيسك الجسدية وسلوكياتك باستخدام الجوانب الخمسة أو أوراق العمل المرفقة أدناه. بدايةً يكون مفيداً تدوين الجوانب الخمسة بعد وقوع الحدث أي بعد مرور الأمر المحزن. لاحقاً، كلما اعتدت على ذلك، ستبدأ في ملاحظة هذه التجارب الداخلية في وقت حدوثها.
مثال: 5 جوانب لصياغة أوهام جنون الارتياب:
سيكون من المفيد جداً أن تجد شخصًا يمكنه مساعدتك في ذلك – ربما معالجًا، ولكن أيضًا أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين.
تحديد المحفزات
لاحظ متى تكون الأصوات أسوأ وبصوت أعلى وأكثر تواترًا، ومتى تعتقد أنك أقل قدرة على التأقلم ومتى تشعر بمزيد من الحزن والضيق بسبب هذه الأصوات. لاحظ المواقف التي تشعر فيها بالشك والارتياب أو المواقف التي تزداد احتمالية أن تشعر فيها بالضيق. أين تكون تلك الأوقات ومتى ومع من وماذا يكون الموقف؟ استخدم نموذج “إشارات التحذير المبكرة” لمساعدتك في تحديد متى تصبح أكثر ضعفًا أو أنك لست على ما يرام.
————————————————————————————————————-
القيام بالأمور بشكل مختلف
إذا شعرت بالضيق بسبب الأصوات:
- هل يمكنك فعل أي شيء بشكل مختلف خلال الأوقات التي قد تشعر فيها بالحزن بسبب الأصوات؟
- مثال: ركز انتباهك على شيء آخر غير الأصوات (اليقظة الذهنية) – استمع باهتمام للموسيقى (استخدم سماعات الأذن)، انخرط في نشاط ممتع، كن مع الآخرين وليس بمفردك، تنفس بعمق، ركز على البيئة المحيطة، تحدث إلى شخص ما.
- تحدث إلى الهاتف المحمول إذا كنت بحاجة إلى الرد على هذه الأصوات
- علم الصوت أن يُخفض درجته أو تخيل أنك تملك تحكم داخلي في مستوى الصوت (قم بخفض مستوى الصوت قليلاً في كل مرة)
- امنح الأصوات واجبًا للقيام به في مكان آخر لبضع دقائق أو ساعات
————————————————————————————————————-
التفكير بشكل مختلف
- توقف! توقف مؤقتًا وخذ نفسًا عميقًا ولا تتفاعل بشكل تلقائي
- أسأل نفسك:
- ما الذي أتفاعل معه؟
- هل هذه حقيقة أم رأي؟
- قم بإجراء اختبار “هل هذا حقيقي”:
أ- هل هذا ممكن؟
ب- تحقق من الأدلة (مثال: تحقق من رد فعل الآخرين أو اسأل شخصًا ما، إلخ)
- هل هذا صوت أم تجربة حسية أخرى؟
- ما المعنى الذي امنحه لهذه التجربة أو الفكرة؟
- ما الذي يدور في خاطري عندما يقول الصوت ذلك؟
- ما الذي أعتقده حيال ذلك؟
- هل أتفق مع الصوت؟ بشكل كامل؟
- هل هذه الفكرة أو المعتقد يتناسب مع معتقداتي وأخلاقي وقيمي الداخلية؟
- كيف أفهم هذا؟
- ما الذي أعتقد أنه سيحدث هنا؟
- ما هو أسوأ (وأفضل) شيء يمكن أن يحدث؟ ما الذي سيحدث على الأرجح؟
- هل أبالغ وأخرج الأمور عن سياقها؟
- ما الصورة الأكبر؟
- ما مدى أهمية هذا حقاً؟ ما مدى أهمية ذلك في غضون 6 أشهر؟
- هل أبالغ في تقدير الخطر؟
- هل أقلل من قدرتي على التأقلم؟
- ما مدى سيطرة هذا الصوت أو الفكرة عليّ؟
- هل أقرأ أفكار الأخرين؟
- هل أعتقد أنني أستطيع التنبؤ بالمستقبل؟
- هل هناك طريقة أخرى للنظر إلى هذا؟
- ما النصيحة التي سأقدمها لشخص آخر في هذه الحالة؟
- هل أضع المزيد من الضغط على نفسي؟
- شعوري بالسوء لا يعني أن الأمور سيئة حقًا.
- استخدم العقل الحكيم
- ما الذي أريده أو أحتاجه من هذا الشخص أو الموقف؟ ماذا يريدون أو يحتاجون مني؟ هل هناك حل وسط؟
- ما عواقب الاستجابة بالطريقة التي أفعلها عادة؟
- كيف سيساعد ذلك؟
- هل هناك طريقة أخرى للتعامل مع هذا؟ ما الإجراء الأكثر فائدة وفعالية الذي يجب اتخاذه؟ (بالنسبة لي، للموقف، للشخص الآخر)
إشارات التحذير المبكرة
ما هي الإشارات المبكرة؟
عادة ما يكون هناك بعض التغييرات في الفرد قبل تطور أعراض الذهان الواضحة. تسمى هذه التغييرات بالعلامات أو الإشارات المبكرة وهذه المرحلة التي تسبق الذهان تسمى بالبادرة. من خلال تحديد علامات التحذير المبكرة هذه والتصرف بناءً عليها ، قد يتم منع الانتكاس أو تقليل شدته.
تختلف هذه العلامات أو الإشارات المبكرة من شخص لآخر. قد تكون هناك تغييرات في طريقة بعض الناس في وصف مشاعرهم وأفكارهم وتصوراتهم. ومع ذلك ، لم يبدأوا المعاناة من أعراض ذهانية واضحة ، مثل الهلوسة والأوهام أو ارتباك
التفكير.
قد يصبح المرء:
-شكّاكًا
-مكتئبًا فاقدًا للاهتمام بالأشياء
-قلقًا ومتوترًا
-منزعجًا أو غاضبَا أو حاد الطباع
قد يعاني المرء من:
-تقلبات مزاجية
-مشكلات في النوم
-تغيرات في الشهية
-فقدان الطاقة والحافز
-صعوبة في التركيز أو تذكر الأشياء
قد يشعر المرء ب:
-تسارع أو تباطئ بالأفكار
-الأمور مختلفة نوعًا ما
-الأشياء حوله تبدو مختلفة
عادةً ما يكون الأهل والأصدقاء أول من يلاحظ التغييرات.
يلاحظ الأهل والأصدقاء عندما:
-يتغير سلوك الشخص
-يتدهور عمل أو دراسة الشخص
-ينسحب أو ينعزل الشخص
-يصبح الشخص أقل نشاطًا
غالبًا ما تشعر العائلات أن شيئًا ما ليس صحيحًا تمامًا على الرغم من أنهم لا يعرفون بالضبط ما هي المشكلة.
تحديد علامات الإنذار المبكرة ووضع خطة للاستجابة للعلامات هو جهد تعاوني. يجب أن يتشارك الجميع، الفرد المصاب والأسرة و مقدمي الرعاية والمهنيين الصحيين. يمكن للفرد وأفراد الأسرة أيضًا تقاسم مسؤولية المراقبة المنتظمة للعلامات. يجب أن تكون علامات الإنذار المبكرة التي تم تحديدها خاصة بالشخص المصاب ومحددة ومفهومة للفرد ومقدمي الرعاية له.
على سبيل المثال ، “لا أستطيع القراءة لأكثر من خمس دقائق في كل مرة دون أن تتكدس الأفكار في رأسي” ، بدلاً من “صعوبة التركيز” و “قضاء أكثر من أربع ساعات بمفردي في غرفتي لمدة ثلاثة أيام على التوالي” ، بدلاً من “الانسحاب” “. يمكن بعد ذلك تسجيل هذه المعلومات في نموذج إشارات الإنذار المبكرة
*** تم إعداد المحتوى بالتعاون مع Getselfhelp.co.uk