العلاج متعدد الوسائط MultiModal Therapy

عَمِل المعالج السلوكي أرنولد لازاروس (Arnold Lazarus) على صياغة هذا المصطلح وتطوير مفهوم العلاج متعدد الوسائط (MMT) حيث بنى نظريته على فرضية أن الإنسان فعلياً كائن بيولوجي يختبر العواطف ويُفكّر ويتخيل ويشم ويلمس ويتواصل مع الآخرين ويتصرف.

يقدّم لازاروس الوسائط المختلفة لنظريته كما يلي: 

كما يجمعها في مختصر (BASIC I.D) بناءً على الأحرف الأولى للكلمات الإنجليزية.

لقد تطوّر العلاج متعدد الوسائط (MMT) إلى علاج يشمل جميع عناصر الشخصية بدلاً من أن يقتصر على بُعد واحد أو اثنين. إن نموذج جرد تاريخ الحياة متعدد الوسائط (المُقدّم للمرضى لتعبئته في المنزل بعد الاستشارة الأولية) يساهم في مساعدة المُعالج والمريض على تحديد الأبعاد الهامة بالنسبة للمريض فيعطيها الأولوية و / أو الأبعاد التي يتجاهلها. وعليه، يمكن بدء العلاج

بالطريقة الأنسب وذات الفائدة العظيمة للمريض على الأرجح. يشمل العلاج التدخلات في جميع الوسائط ويتضمن طرقًا فعّالةً من مناهج العلاج النفسي الأخرى.

بناءً على هذا التقييم متعدد الوسائط، تُوضع خطة علاجية تتضمن تدخلًا لكل شكل منها. في الجدول الآتي مثال على علاج متعدد الوسائط لشخص مصاب بالاكتئاب:

خطة العلاج متعدد الوسائط (MMT)

يخضع العلاج متعدد العوامل (MMT) للتعديل والتكييف ليتناسب مع كل مريض. قد يتلقى ثلاثة أشخاص يعانون من الاكتئاب ثلاثة مسارات مختلفة جدًا من العلاج بناءً على تحديد الأبعاد الهامة بالنسبة للمريض (“بناء الجسور”) والعمل عليها ثم تحديد أولويات وترتيب هذه الأبعاد بالنسبة للمريض (“التتبع”).

كما يُسأل كل مريض عن ما يريده من المعالج وكيف يريد منه أن يتصرف – قد يطلب المريض من المعالج أن يكون متأملاً أو توجيهياً أكثر. إلا أن أرنولد لازاروس (Arnold Lazarus) يحذر من إضاعة الوقت ويدعم فكرة أن العلاج متعدد الوسائط (MMT) يمثّل علاجًا نفسيًا موجزًا ولكنه شامل.

العلاج متعدد الوسائط (MMT) – المساعدة الذاتية 

باستخدام مختصر (BASIC I.D) الذي يشير إلى الأبعاد السبعة المختلفة الخاصة بالعلاج متعدد الوسائط (MMT)، خذ بعين الاعتبار استهداف كل منها بالترتيب الأكثر فائدة وملاءمة بالنسبة لك، يمكنك استهداف كافة الأبعاد لكن ليس بالضرورة تضمنيها جميعًا. يتصف البعض مثلاً بميلهم إلى “الأفعال” أكثر من غيرهم، لذا يبدأ هؤلاء بتغيير سلوكهم أولاً. بينما يتمتع الآخرون بخيال رائع ويفكرون على شكل صور فقد يبدأ هؤلاء باستخدام التخيُّل.

قد يكون من المفيد البدء بالتفكير فيما ترغب عمله لكل من الوسائط السبعة المختلفة وكتابة ذلك: 

• زيادة ……..، بدء …………
•  تقليل ……..، إيقاف ………..

1. السلوك

يشير السلوك إلى أفعالنا وردود أفعالنا وسلوكنا ويشمل ذلك كيف نتصرف في مواقف مختلفة أو في ظل ظروف معينة. أمثلة على السلوك: النوم، الأكل، لعب التنس، البكاء، المشي، الصراخ، مشاهدة التلفزيون، القراءة، ركوب الدراجة وما إلى ذلك. وعليه، يعتبر أي شيء نقوم به سلوكًا.

يتصف بعض الأشخاص بميلهم إلى “الأفعال” – أشخاص عمليين يحبون الانشغال وإنجاز الأمور والقيام بمشاريع مختلفة. ضمن المقياس أدناه، ضع دائرة حول الرقم الذي يعكس إلى أي درجة أنت شخص يميل إلى “الأفعال”. 

في المساحة أدناه، حاول تدوين سلوك واحد محدد على الأقل ترغب في تقليله وسلوك آخر محدد ترغب في زيادته.

• أود أن أقللّ (أو أتوقف عن): —————————————————————————
• أود أن أزيد (أو أبدأ): ———————————————————————————–

2. العاطفة 

تشير “العاطفة” إلى المصطلح النفسي للمشاعر والحالات المزاجية والأحاسيس. توصف بعض العواطف بأنها إيجابية (مثل الفرح)، بينما يوصف بعضها بالسلبية (مثل الاكتئاب). أمثلة على العاطفة: السعادة، الانزعاج، القناعة، القلق، الغيرة، الغضب، الحماس، الشعور بالذنب والعار.

يتصف بعض الأشخاص بميلهم إلى “العاطفة” ولكنهم قد يعبرون أو لا يعبرون عن المشاعر بشكل علني. كيف تصف مستوى عاطفتك؟ ما مدى عمق شعورك بالأشياء؟ ما مدى شغفك؟

في المساحة أدناه، حاول تدوين عاطفة واحدة محددة على الأقل ترغب في تقليلها وعاطفة أخرى محددة ترغب في زيادتها:

• أود أن أقللّ (أو أتوقف عن): —————————————————————————
• أود أن أزيد (أو أبدأ): ———————————————————————————–

3. الحواس 

تشير “الحواس” إلى حواس الإنسان الخمس الأساسية: البصر والسمع والشم واللمس والتذوق، كما وتتضمن عناصر الشهوات. تكون التجربة الحسية في بعض الأحيان ممتعة (مثال: رائحة وردة أو طعم فطيرة التفاح)، بينما قد تكون التجربة الحسية في أوقات أخرى مزعجة (مثال: ألم تيبس في الرقبة أو صداع أو رائحة بيض فاسد).

يُعطي البعض قيمة كبيرة للتجارب الحسية مثل الفن والطعام والموسيقى والجنس وغيرها من الملذات الحسية. يركز البعض على حواسهم ويهتمون كثيرًا بالتجارب الداخلية الممتعة وغير السارة (مثال: الهدوء الداخلي والاسترخاء أو الأوجاع البسيطة والآلام وعدم الراحة). إلى أي مدى “تستمع” لحواسك؟

في المساحة أدناه، حاول تدوين الحواس التي ترغب في تقليلها وأخرى ترغب في زيادتها.

• أود أن أقللّ (أو أتوقف عن): —————————————————————————
• أود أن أزيد (أو أبدأ): ———————————————————————————–

4. التخيُّل

يشير “التخيُّل” إلى قدرة الأشخاص على تشكيل صور ذهنية أو تمثيلات لأشياء وأحداث ومواقف فعلية أو متخيلة. عندما يتخيل الإنسان أو يحلم في أحلام اليقظة أو يرى الصور في عينيه، فإنه ينخرط في الصور الذهنية.

ما مقدار الخيال أو أحلام اليقظة التي تنخرط فيها؟ ما مقدار ومدى وضوح تفكيرك بالصور أو رؤية الأشياء المعروضة على شاشة خيالك؟ (بعيداً عن التفكير أو التخطيط). إلى أي مدى تميل إلى التخيُّل؟ 

في المساحة أدناه، حاول تدوين إحدى المواقف أو الأشياء التي ترغب في تقليل تخيلها وموقف أخر ترغب في زيادة تخيُّله.

• أود أن أقللّ (أو أتوقف عن): —————————————————————————
• أود أن أزيد (أو أبدأ): ———————————————————————————–

5. الإدراك

يشير “الإدراك” إلى التفكير أو العملية العقلية التي يتم من خلالها الحصول على المعلومات. تشتمل أقسام الإدراك على المنطق والمعرفة والفكر. غالبًا ما يتخذ التفكير شكل “الحديث الذاتي” حيث يميل الإنسان إلى التحدث بصمت مع نفسه وإخبار نفسه بالأشياء والاستمتاع بخصوصية أفكاره. يساهم الحديث الذاتي أو الإدراك في شعور المرء بالرضا عن نفسه وذلك عندما يخبر نفسه بعبارات مثل: “لقد كان عملك جيدًا جداً حقًا” أو “أنا حقًا شخص جيد” فيميل إلى الشعور بالرضا. بالرغم من ذلك، يمكن أن يجعل الإدراك المرء يشعر بعدم الرضا عن نفسه وذلك عندما يخبر نفسه بعبارات مثل: “لن أتمكن من فهم هذا أبدًا ” أو “لا بد أنني حقًا شخص بلا قيمة” فيميل إلى الشعور بطريقة غير جيدة. 

يتصف البعض بأنهم “مفكرون” أو “مخططون” – حيث يحللون كل الأشياء ويتأملوها ويميلون إلى التفكير مليًا في كافة الأمور. كم “تتحدث مع نفسك”؟ إلى أي مدى تشعر بأنك شخص مفكر أو مخطط؟

في المساحة أدناه، حاول تدوين بعض الأفكار التي ترغب في تقليلها وأفكار أخرى ترغب في زيادتها.

• أود أن أقللّ (أو أتوقف عن): —————————————————————————
• أود أن أزيد (أو أبدأ): ———————————————————————————–

6. العلاقات الشخصية مع الأخرين 

يعيش أغلب البشر في بيئات اجتماعية غنية يتفاعلون فيها باستمرار مع أشخاص آخرين عبر مجموعة متنوعة من المواقف. لذا تكون بعض التعاملات الشخصية مع الآخرين ممتعة (مثل: لعب لعبة الورق)، بينما البعض الآخر ليس ممتعاً (مثل: القتال أو الجدال).

يشير هذا التقييم إلى تقييم النفس اجتماعيًا. ما هي أهمية الآخرين بالنسبة لك؟ ما هي أهمية الصداقات المقربة بالنسبة لك؟ ما مدى أهمية الألفة والميل إلى الانجذاب نحو الآخرين؟ وعلى عكس ذلك يكون الشخص “وحيدًا”. إلى أي مدى تجد نفسك “شخصًا يحب الناس”؟

في المساحة أدناه، حاول تدوين أحد الأنشطة الاجتماعية التي ترغب في تقليلها وأنشطة أخرى ترغب في زيادتها.

• أود أن أقللّ (أو أتوقف عن): —————————————————————————
• أود أن أزيد (أو أبدأ): ———————————————————————————–

7. الأدوية /العوامل البيولوجية  أو الصحية

عند الحديث عن أصل الأمر، نجد أن الإنسان مخلوق بيولوجي وكيميائي حيوي تحكمه أنشطة جسده وكيمياء دماغه. تؤثر العديد من الأشياء التي يقوم بها المرء (أي العديد من سلوكياته) على الأمور البيولوجية لجسده ومن ثم تؤثر على طريقة تفكيره وتصرفاته وشعوره. يشتمل هذا الجانب من الشخصية البشرية على أشياء مثل العادات اليومية في تناول الطعام وممارسة الرياضة وكمية الكحول التي يشربها المرء وسواء كان يدخن أو يتعاطى المخدرات، وما إذا كان ينبغي عليه أن يفقد بعض الوزن أو يحصل على نوم أكثر انتظامًا وما إلى ذلك.

هل تشعر بأنك بصحة جيدة وواعية؟ هل تتجنب العادات السيئة مثل التدخين والإفراط في تناول الكحوليات أو الكافيين والإفراط في تناول الطعام وما إلى ذلك؟ هل تمارس الرياضة بانتظام وتحصل على قسط كافٍ من النوم وتقلل تناول الوجبات السريعة وتعتني بجسمك بشكل عام؟

في المساحة أدناه، حاول تدوين أحد الأمور المتعلقة بالصحة البيولوجية التي ترغب في تقليلها وأمور أخرى ترغب في زيادتها.

• أود أن أقللّ (أو أتوقف عن): —————————————————————————
• أود أن أزيد (أو أبدأ): ———————————————————————————–

ملاحظات أو معلومات إضافية

يرجى تدوين الأمور التي ترغب بإضافتها إلى المعلومات أعلاه.

*** تم إعداد المحتوى بالتعاون مع Getselfhelp.co.uk